هذه المدونة

بعد أن هالني حجم الكذب وتعمد قلب الحقائق التي قام بها من هم وراء مسلسل الجماعة، وتوظيف المسلسل لتشويه التاريخ، ومحاولة التأثير على المشاهدين لتكوين صورة مشوهة عن الجماعة ومؤسسها بل عن الإسلام ذاته، حاولت أن أقدم فى هذه المدونة نقلا من مذكرات الإمام حسن البنا وبعض الكتب الأخرى، حقيقة الأحداث التى قدمت بهذا التشويه الفج، وهذا الكذب الذي لا علاقة له بالإبداع على الإطلاق

السبت، 28 أغسطس 2010

لأ .. وسعت منك قوي .. يا مفتري


الموضوح تحول من الخيال العلمي إلى الأفلام الهندي!!
حسن البنا يذهب إلى تاجر سلاح!!! بنفسه!! ويدور بينهما حوار كوميدي يظهر البنا كأشد الانتهازيين والنصابين والمتاجرين بالدين وبالجهاد!!! ثم مشهد أكثر كوميديا يتعلم فيه حسن البنا طريقة عمل المسدس من الصاغ محمود لبيب!! (مع العلم بأن المسدس الذي اشتراه من تاجر السلاح فى المشهد السابق مختلف تماما عن الذي تعلم عليه!! يعني هيه جت على دي) ثم مشهد داخل الجامعة لطلاب الإخوان البلطجية!! يتحرشون بطلاب الوفد!!! ثم زيارة طنطا التى تحولت إلى مجموعة من الهتافات ثم الهتافات ثم الهتافات !!! ثم الأكل طبعاً!!! في ضيافة البهي الخولي، الذي صوره بصورة شديدة السطحية، ومشهد مع الجوالة ليقنعهم بشرعية زيهم فى وصلة من الزعيق والتهكم على "شيوخ الجوامع"!! ثم توسع منه المسأله .. ويأتي بمشهد تعنيف على ماهر لحسن البنا لأن الإخوان لا يواجهون مظاهرات الوفد!!! ويصاب حسن البنا بالهلع!!لأن الملك هيزعل منه!!! ويشخط على ماهر فى حسن البنا "اسمع لما أقولك.. جلالة الملك فى أشد حالات الضيق!!!" وطبعا يسير الإخوان مظاهرات تهتف "عاش الملك نصير الإسلام !!- الله مع الملك!!!" والحمد لله إنها ما وسعتش أكتر وخلى المظاهرتين يتقابلوا ويضربوا فى بعض على غرار مشهد جامعة عين شمس فى الحلقة الأولى!! ثم يختم الحلقة الهندية بمشهد مضمونه قريب من الحقيقة (تبني الإخوان لنقابة معلمي التعليم الإلزامي) ولكنه كالعادة ملأه بالإيحاءات السلبية والغمز واللمز كما هو الحال فى جميع مشاهد المسلسل تقريبا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

طبعا خزعبلات الحلقة الثامنة عشرة هذه لا تحتاج إلى أكثر من الضحك على هذه الخلطة الغير منطقية (مع الإعتذار لإعلان دولسيكا بالعسلية) وانتظار الأسوأ فى الحلقات القادمة!! (حسب نظرية التطور الطبيعي للحاجة الساقعة، أقصد للحلقات)، وطبعا لست فى حاجة لذكر أن المراجع المظلومة والممتهنة بوضعها فى نهاية الحلقات لا تحتوى على أي من هذه الترهات، وسأبحث بمشيئة الله عن مراجع باللغة الهندية لعلى أجد أثر لهذا الإستهبال!!



الداعية المجاهد البهي الخولي - بقلم / المستشار عبدالله العقيل

معرفتي به

حين أكرمني الله بالتوجه إلى مصر للدراسة بكلية الشريعة سعدت برفقة إخوة كرام قَلّ أن يجود الزمان بمثلهم، ومنهم الأخ الدكتور يوسف القرضاوي، والأخ أحمد العسال، والأخ محمد الصفطاوي، والأخ محمد الدمرداش، وغيرهم من صفوة الشباب المسلم الأزهري، ومن خلال هؤلاء عرفتُ الأستاذ الكبير البهي الخولي الذي كان يتولى توجيههم بالدروس والمحاضرات، وبخاصة دروس الفجر، حيث كان يطلق على هذه المجموعة من الطلاب «كتيبة الذبيح» وقد أهداني الأخ العسّال الكتاب القيم للأستاذ الخولي وهو «تذكرة الدعاة» فقرأته بتأمل، ووجدت فيه من العلم الغزير والزاد الوفير ما يحتاجه كل داعية إلى الله، فهو كتاب قيم لا يستغني عنه الداعية والموجه، والخطيب، والمدرس، والواعظ، والمرشد.

وقد قال عنه الإمام الشهيد حسن البنا في تقديمه: «طالعت هذه التوجيهات، بل المحاضرات في أساليب الدعوة وتكوين الدعاة، فأعجبت بها وهششت لها، وشممت فيها بوارق الإخلاص والتوفيق إن شاء الله، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يجعلها نافعة لعباده، موجهة لقلوب الناطقين بكلمته، والهاتفين بدعوته، وليس ذلك غريباً على كاتبها وملقيها الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي، فهو بحمد الله صافي الذهن، دقيق الفهم، مشرق النفس، قوي الإيمان، عميق اليقين، أحسن الله مثوبته، وأجزل مكافأته، وبوأنا وإياه منازل من أحب من عباده فرضي عنهم ورضوا عنه»!. اهـ.

وعن هذا الكتاب القيم أقتبس لك فقرات مما قاله مؤلفنا وأستاذنا البهي الخولي ـ رحمه الله ـ: «واعلم يا أخي أن كل إنسان كائناً من كان ينطوي على مناجم إلهية من العبقريات العظيمة وإمداد من العزائم والهمم، وكنوز من الفضائل التي تنضر وجه الحياة، وتزدان بها الإنسانية، ولا سبيل إلى إثارة هذه المناجم النفيسة، إلا أن تثيرها باسم الله العلي الكبير، فاسم الله وحده هو مفتاح هذه الكنوز الربانية المغلقة، ولا يضع الله هذا المفتاح إلا في يد العبد الرباني الذي يتخلق بصفات الربانية الفاضلة، يجاهد نفسه حق المجاهدة ويقمع هواه في غير هوادة، فيفضي ذلك إلى ما شاء الله من بطولة وتوفيق: {وَالَّذِين جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنين} [العنكبوت: 69].

وأنت واجد تفسير ذلك كله بصورة عملية واقعية في تاريخ الغر الميامين الذين خرّجهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وصاغهم بعين الله أبطالاً، فتحوا أقطار الأرض، لأنهم فتحوا قبل ذلك أقطار النفوس، وأضاؤوا الدنيا بنور الحق، لأنهم أطلعوا شموسه قبل ذلك في حنايا الصدور. وأسعدوا البلاد بنعمة العدل والحرية والإيثار، لأنهم بثقوا ينابيعها قبل في خفايا القلوب، وانبعثوا إلى تخليد الباقيات الصالحات من الأعمال والأخلاق والمبادئ، فأتوا من ضروب البطولات النفسية والمادية ما يدهش الألباب، ويعجز الأبطال، ويشبه الأساطير» اهـ.

وقد كتب المرحوم محمد الغزالي مقالاً تعريفياً بكتاب (تذكرة الدعاة) فقال رحمه الله: «في هذا الكتاب إيمان عميق صادق، وتصوف ناضج مهذب، وثقافة شرعية واسعة، وتحليل منسق للآيات والآثار، قد يدق، وقد يتضح، غير أنه لا يخلو قط من صيغة الإخلاص والحب والحرص الشديد على نفع القارئ وتسديد خطاه إلى الغاية السامية المرسومة له.. ولقد وددت مخلصاً لو أن إخواننا الوعاظ والأئمة والدعاة إلى الله طالعوا هذا الكتاب فهو ذخيرة كريمة يجدر اقتناؤها، وينبغي ألا تخلو مكتبات الإخوان منها»

ثم سعدتُ بالجلوس إليه وهو يلقي دروسه على صفوة من الإخوان، المراد إعدادهم ليكونوا نماذج صادقة للدعاة من حيث الكفاءة العلمية، والتربية الخلقية، والطبيعة التنفيذية، والحركة الدعوية، وكان حديثه في غاية العمق، يغوص على المعاني غوصاً، ويستخرج اللآلئ المكنونة من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعرضها بأسلوب شيق وروح شفافة، وقلب حي مليء بمحبة الله ورسوله، غيور على الإسلام وأهله، حريص على إنقاذ الأمة من الضياع الذي تعيش فيه نتيجة تسلط الأعداء الذين صرفوا الناس عن الإسلام وحاربوا كل مظاهره ومشاعره.



وعن موقف الإخوان من نقابة معلمي التعليم الإلزامي، أنقل لكم من كتاب أحداث صنعت التاريخ:

الاتصال بالتجمعات فى مصر :

ولم يكن بمصر فى ذلك الوقت تجمعات ذات صبغة غير سياسية إلا (( نقابة معلمي التعليم الإلزامي )) حيث لم تكن قد تكونت نقابات مهنية ولا عمالية بعد ؛ فكانت هذه النقابة أكبر تجمع غير سياسي فى البلاد ، ويمتاز هذا التجمع بأنه تجمع مثقف ، وله فروع فى كل أنحاء القطر ، وكان أعضاؤه منتشرين فى العواصم والحواضر والمدن والقرى مهما نأت وصغرت .. ولم تكن هذه النقابة تجد فى مصر من يوليها عطفا ولا اهتماما .

كان الأستاذ المرشد يعرف كل ذلك عن النقابة ، وكان يحس نحوهم بعاطفة لأنه كان منهم فى يوم من الأيام ولأن هذه الفئة كانت فئة مطحونة من شدة ما كانت ترزح تحته من ظلم . فهذا المعلم - وكان المعلمون فى ذلك الوقت لا يعرفون إلا التفاني فى العمل والإخلاص فى أدائه - هذا المعلم كانت الحكومة تنظر إليه نظرة ازدراء فتمنحه أدنى مرتب لموظف فى الدولة ، وتحرم عليه الترقي مهما طالت سنواته فى العمل ... وقد انتهز الأستاذ سعة هذه الدار الجديدة ، وأوسع لهم فيها مكانا يعقدون فيه مؤتمراتهم وتعاون الإخوان معهم فى رفع مظالمهم إلى الحكام .

وهذه المجموعة الكبيرة من المعلمين - مع ما كانت ترمى به من ضيق الأفق وضحالة الثقافة ، أبرزت لنا فى مؤتمراتها بهذه الدار من الأدباء والخطباء والشعراء من يضاهئون الصفوة الممتازة من مشاهير الفنون فى مصر ؛ كم ألقوا من قصائد عصماء وخطب رنانة ؛ ولازالت تطن فى أذني حتى اليوم عبارة جاءت على لسان أحد خطبائهم إذ يقول : قولوا رئيس الوزراء (( ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ؟ )) .. فكان من أروع ما سمعت من اقتباس .

أما الدعوة فقد اكتسبت الكثير من إفساح المجال فى دارها لمؤتمرات هذه النقابة العتيدة وتعاونها معهم ؛ فلقد شعر هؤلاء الناس بأن هذه الدعوة دعوتهم ، وأنها أجدر الدعوات بالانتماء إليها لأنهل هي وحدها التي فتحت صدرها لهم ولأنها هي دعوة القرآن ؛ فبعد أن كانت مؤتمراتهم عندنا يقتصر الحديث فيها على مطالبهم وشئونهم الخاصة ، رأينا هذه المؤتمرات تتناول شئون الدعوة كما يتناولها الإخوان أنفسهم ولازال عالقا بخاطري شطره من بيت قصيدة عامرة ألقاها أحد شعرائهم فى أحد هذه المؤتمرات وتناول دعوة الإخوان المسلمين ، وكيف أنها ملكت عليه مشاعره ، وصارت كل شئ فى حياته فيقول : يا ليت لي من بردها تكفيني .

وعن طريق هذه النقابة دخلت الدعوة كل مكان حتى النجوع والكفور ، فكان أعضاؤها هم حملة الراية حيثما كانوا ... وقد صاغت الدعوة منهم رجالا حملوا أعباء ، وخاضوا الغمرات ، وكانوا غرة فى جبين الدعوة الإسلامية وما وهنوا وما استكانوا .

كانت هذه الخطوة من الأستاذ المرشد من أعظم الخطوات المباركة التي أقدم عليها ، ودلت حقا على خبرته بالمجتمع الذى يعيش فيه وأعمق وأبعد مدى من خبرة قادة مصر فى ذلك العهد .



الصاغ محمود لبيب :

ضابط من ضباط الجيش ، كان من القلائل الذين كانت تجيش صدورهم بالحسرة علي ما آلت إليه حال بلادهم ، وكانوا يتناجون سرًا فيما بينهم ، وكانوا يبحثون عن وسيلة لإنقاذ هذه البلاد من ذل الاستعمار ، ومن غائلة الفساد الذي نشره في ربوعها . وكان من رعيل عزيز المصري وصالح حرب ، وكان ممن رحلوا إلي تركيا في أثناء أزمتها واضعًا نفسه رهن إشارتها للمحافظة علي الكيان الإسلامي الذي كانت تمثله في ذلك الوقت الخلافة الإسلامية ، وشارك في كل الحركات العسكرية التي قامت في مصر وفي غيرها والتي كانت بواعثها وطنية إسلامية .

وقد أحيل الاستيداع مبكرًا ولذا كان رتبة الصاغ (الرائد) ، ويبدو أن هذا الرجل كان خيرًا بطبعه وكان ميسور الحال ... جاء ذكر اسمه علي لساني مرة أمام والدي رحمه الله فقال لي إنه يعرفه إذ كان والدي منتدباً ناظرًا لمدرسة بوغاز رشيد – وكان ذلك في أوائل الثلاثينيات – فذكر موظفو فنار رشيد أن نقطة السواحل التي بجانبهم جاءها ضابط يرأسها اسمه محمود لبيب من أتقي الناس ومن أحسنهم معاملة لمرءوسيه وللناس جميعًا ، ولم يحضر إلي هذه النقطة ضابط نال إعجاب جميع الناس والكل يحبونه إلا هذا الضابط ، قال لي والدي : وقد تعرفت عليه وجلست معه فشعرت بعاطفته الإسلامية الجارفة وجدتني أحببته ، إلا أن إقامته في هذه النقطة لم تطل .

تعرف هذا الرجل علي الأستاذ المرشد مبكرًا في أواخر الثلاثينيات ، وكان الأستاذ يحبه ويحترمه ، وكان الرجل – وقد تعرفنا عليه – قليل الكلام .. وكان نواة التكوينات الإخوانية في الجيش كما أنه كان المشرف علي تنظيم التدريبات العسكرية للمدنيين من الإخوان سواء من كان منهم في "النظام الخاص" وغيره، وكان هو ممثل الإخوان في لجان الاتصال بين الإخوان وبين الجامعة العربية في إعداد متطوعي الإخوان لحرب فلسطين وكان من القلائل الذين كانوا يفهمون الإسلام دينًا ودولة، وما كاد يعلم بظهور الإخوان المسلمين حتى ألقي بنفسه وماله ووقته وكل مواهبه بين أيديهم ، فقد كانوا أمنيته وحلمه الذي تحقق ... وكان هذا الرجل الصامت من أكثر الإخوان إنتاجًا ، ولم يقبل أن يكون له منصب رسمي من مناصب الهيئة لأنه كان يكره أن يعرف الناس إنتاجه ... ومع أنه لم يكن له منصب رسمي في الدعوة فقد كان الأستاذ المرشد يكل إليه كل ما هو عسكري فيها فكان بمثابة وكيل الدعوة في الشئون العسكرية ... وقد لعب في حرب فلسطين سنة 1948 دورًا عظيمًا .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق