هذه المدونة

بعد أن هالني حجم الكذب وتعمد قلب الحقائق التي قام بها من هم وراء مسلسل الجماعة، وتوظيف المسلسل لتشويه التاريخ، ومحاولة التأثير على المشاهدين لتكوين صورة مشوهة عن الجماعة ومؤسسها بل عن الإسلام ذاته، حاولت أن أقدم فى هذه المدونة نقلا من مذكرات الإمام حسن البنا وبعض الكتب الأخرى، حقيقة الأحداث التى قدمت بهذا التشويه الفج، وهذا الكذب الذي لا علاقة له بالإبداع على الإطلاق

الخميس، 26 أغسطس 2010

على ماهر .. والشيخ طنطاوي .. والنحاس .. والخيال العلمي

لا أعرف أي تاريخ يخترعه هذا السيناريست؟؟!! ولماذا وضع أسماء المراجع فى نهاية تتر المسلسل ثم قام باختلاق هذا الكم من الخزعبلات التى لا أصل لها فى أي مصدر محترم
قدم السيناريست فى الحلقة السابعة عشرة علاقة على طريقة الخيال العلمي بين على ماهر وحسن البنا وزيارات وحوارات لا أصل لها وكلها تجعل حسن البنا نصاب وانتهازى ومراوغ من الطراز الأول، يحيك المؤامرات لتنصيب الملك خليفة للمسلمين، وينصح بتصوير الملك وهو يصلي ونشر الصورة بين الناس!! لعمل دعاية وشعبية له!! وكذلك حوار وهمي بين حسن البنا والشيخ طنطاوي مختلق ولا أصل له، يظهر فيه حسن البنا كشخص ساذج ولا يعرف ماهي مهمة الحاكم بل ويقول له الشيخ طنطاوي "الدين يفسد السياسة!! والسياسة تفسد الدين!!" ويسكت البنا كأن هذا التخريف حقيقة مقررة لا جدال فيها!! وهى عبارة كاذبة، فالسياسة جزء من الدين والدين يهذب السياسة ويعالج أمراضها، ولقد وصف المستشرق الأمريكي روبير جاكسون مذهب حسن البنا فى السياسة فقال: إن مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نزعت منها، وبعد أن قيل: إن السياسة والأخلاق لا يجتمعان.
وكذلك يستخدم حوار مختلق على لسان مصطفى النحاس ليقرر بعض العبارات المريضة التى يحاول جاهدا أن يصورها وكأنها حقائق راسخة، مثل أن الخلافة كانت أيام الخلفاء الراشدين فقط!! وأن الإخوان يريدون الدولة الدينية التى تحكم بالحق الإلهي؟!!؟ وهي بالطبع لا تقبل النقد لأن أي نقد سيكون موجها للمولى عز وجل!!
ولم يكتف بكل ما سبق، بل كذلك اختلق لقاء بين على ماهر وشيخ الأزهر لقراءة الفاتحة على جعل فاروق خليفة المسلمين!!؟
وحقيقة الموضوع كما تظهره المراجع المظلومة والممتهنة بوضعها بعد كل هذا الكذب والتدليس، أن حسن البنا كان يتمنى أن يأخذ هذا الملك الشاب طريق الإلتزام والصلاح، فيكون ذلك مفيدا للدعوة ويكون اختصارا للوقت والجهد، فلم يزد على أنه قاد فريق الجوالة لمقابلة الملك فى مسجد سيدي جابر بالأسكندرية إعذارا إلى الله وإلي الناس وإلي التاريخ ... حتى لا يأتي في يوم من الأيام من يقول : لو أن هذا الداعية عرض دعوته علي ولي الأمر قبل أن يسلك بها هذه المسالك.

وموضوع تصوير الملك وهو يصلي يرد عليه ورقة بخط حسن البنا موجهة لسكتير جريدة المصور يطلب منه عدم نشر بعض الصور وفى أحدها شخص يصلي وكان تعليق حسن البنا لاعتراضه على نشر هذه الصورة "ولا أشجع أن يعلن عن صلاة أو تعبد فتلك لله وحده "
وبالمرة فسبب اعتراضه على الصورة الأولى أنها يظهر فيها شخص يقبل يد آخر، "فإني في الحقيقة أكره أشد الكراهية عادة تقبيل اليد" وهذا طبعا فيه الرد المفحم على المنظر المتكرر للإخوان يقبلون يده وهو فى غاية السعادة بهذا الفعل!!!


النص الكامل للورقة المكتوبة بخط حسن البنا:
سعادة سكرتير تحرير المصور
تحية مباركة وبعد فأبعث إلى حضرتكم هذه الصور مع أطيب أمنياتي وأعتذر إلى إدارة التحرير راجيا التكرم بألا تنشر الصور الثلاث المرقمة 2 ،3 ،4 إذ أنها شخصية بحتة وغير طبيعية فإني في الحقيقة أكره أشد الكراهية عادة تقبيل اليد ولا أشجع أن يعلن عن صلاة أو تعبد فتلك لله وحده كما أن وقفة هذا الأخ بالتليفون قد تعطي القراء غير ما تحمل في حقيقتها من حب وتعارف بيننا نحن الإخوان الذين لارئيس فينا ولامرءوس إلا مقررون النظام فقط لهذا أرجو التكرم بعدم نشر هذه الصور الثلاث وفي
الخمس الباقية الكفاية وشكر الله لكم وجزاكم خيرا وتقبلوا احترامي
المخلص
حسن البنا


لقاء المرشد العام بالملك فاروق : منقول من كتاب الأخوان المسلمون - أحداث صنعت التاريخ

كان الملك فاروق في ذلك الوقت في مستهل أيامه فقد تولي العرش في عام 1938 ، وكان الناس يتوسمون الخير في الملك الشاب ... وكان الأستاذ المرشد يري أن أقصر طريق لتحقيق أهداف الدعوة ، والأخذ بالأسلوب الإسلامي في إصلاح البلاد إنما يكون بالاتصال بهذا الملك الشاب وإقناعه بالدعوة ... ومعني هذا الإقناع أن يوقن بأن انتهاءه لهذه الدعوة سيصلح البلاد ويحفظ له عرشه .

وفي سبيل إبراز هذه الفكرة إلي حيز الواقع اتصل المرشد برجل محايد كان يأنس في رجاحة عقله وفي صدق وطنيته ونزاهته ، وكان في نفس الوقت من أقرب الشخصيات إلي الملك حيث كان أستاذه من قبل ؛ فذلك هو " علي ماهر " ... وكان علي ماهر من القلائل الذين يتفهمون فكرة الإخوان ويقدرونها كما يقدرون الأستاذ المرشد كل التقدير ، وكان يعرف غير قليل عن قوة الصف الإخواني وتماسكه وكان يري ما كان يراه الأستاذ المرشد من أن أقرب الطرق وأسلمها لإصلاح هذا البلد هو في إقناع الملك بدعوة الإخوان وانتمائه لفكرتهم واستناده إلي صفهم . وكان الإخوان قد أقاموا في صيف ذلك العام معسكراً ضخمًا في "الدخيلة" بجاني الإسكندرية وكان الإخوان من مختلف البلاد يفدون إلي هذا المعسكر ليقيموا فيه أيامًا يرجعون إلي بلادهم ليفد غيرهم ... وكان الأستاذ المرشد شبه مقيم بهذا المعسكر الذي كان مقررًا أن يستمر شهرًا ...

ولقد زرت المعسكر في أواخر الشهر الذي كان محددًا له ضمن مجموعة من إخوان رشيد ، وكنت عازمًا علي قضاء سحابة النهار ثم مغادرته مساء لكن الأستاذ أصر علي بقائنا ثلاثة أيام فنزلنا علي أمره ، ولم أكن أعرف سبب إصراره ولكن تبين لي بعد ذلك أنه كان لأمر هام . كنت أعرف رأي الأستاذ المرشد فيما يتصل بالملك ، ولكني لم أكن أعرف أن استبقاءنا كان ذا علاقة بهذا الشأن حتى جاء اليوم الثالث من فترة بقائنا – وكان يوم جمعة – فإذا بالأستاذ يطلب منا جميعًا أن نرتدي زى الجوالة . ورأيناه قد ارتدي الزى قبلنا ، ثم أخبرنا أن الملك سيؤدي اليوم صلاة الجمعة في مسجد سيدي جابر وبأننا سنكون في استقباله أمام المسجد وبأننا ستصل الجمعة معه ؛ وفهمت بعد ذلك أن هذا الأمر قد اتفق عليه من قبل ، ورتبت خطواته بين علي ماهر والأستاذ المرشد . وقد وضح هذا وضوحًا تامًا ، حين ذهبنا إلي المسجد واصطففنا أمامه وكنا أكثر من مائة جوال يتقدمنا المرشد بملابس الجوالة ، وحضر الركب الملكي يتقدمه الملك بجانبه علي ماهر – وكان في ذلك الوقت رئيسًا للديوان الملكي فيما أذكر – فحييناه هاتفين له وللإسلام ؛ فأخذ علي ماهر بيد الأستاذ المرشد وقدمه للملك فسلم عليه الأستاذ مصافحًا باحترام دون تقبيل يده كما كان العرف في ذلك الوقت – ودون انحناء .

رجعنا بعد صلاة الجمعة إلي معسكرنا ، وكان الأستاذ يشعر بالرضا النفسي لأنه أحس أنه خطا الخطوة الأولي التي كان علي الداعية المصلح أن يبدأ بها ، ثم لا عليه بعد ذلك إن هي لقيت استجابة أم لقيت إعراضًا .. المهم أنه أعذر إلي الله وإلي الناس وإلي التاريخ ... حتى لا يأتي في يوم من الأيام من يقول : لو أن هذا الداعية عرض دعوته علي ولي الأمر قبل أن يسلك بها هذه المسالك . وكنا نعتقد في ذلك الوقت بسذاجتنا وحسن ظننا أن الله تعالي قد اختصر لنا الطريق ، واختار لنا غير ذات الشوكة ، وأن هذا الشاب الذي يبدو وادعًا في مظهره ، وبجانبه الرجل العاقل علي ماهر لابد أنه سيتجه اتجاهًا إسلاميًا فيسعد ويسعد الناس ... ولم نكن نعلم ما خبأه القدر لنا كدعوة ولهذا الشاب كملك طائش مغامر ... وكأنه قد غاب عنا أن حاشية هذا الشاب . وإن كان فيها علي ماهر فإن فيها ألف شيطان .

يقول روبير جاكسون في كتابه (حسن البنا.. الرجل القرآني):

في فبراير سنة 1946م كنت في زيارة للقاهرة، وقد رأيت أن أقابل الرجل الذي يتبعه نصف مليون شخص، وكتبت في النيويورك كرونيكل بالنص: "زرت هذا الأسبوع رجلاً قد يصبح من أبرز الرجال في التاريخ المعاصر، وقد يختفي اسمه إذا كانت الحوادث أكبر منه؛ ذلك هو الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان، وقد صدقتني الأحداث فيما ذهبت إليه، فقد ذهب الرجل مبكرًا، هكذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلاً بالكنز الذي يقع في يده، لقد لفت هذا الرجل نظري بصورته الفذَّة عندما كنت أزور القاهرة بعد أن التقيت بطائفة من الزعماء المصريين ورؤساء الأحزاب، خلاَّب المظهر، دقيق العبارة، بالرغم من أنه لا يعرف لغةً أجنبيةً..

وأفاضوا في الحديث على صورة لم تقنعني، وظل الرجل صامتًا، حتى إذا بدت له الحيرة في وجهي، قال لهم قولوا له: هل قرأت عن محمد؟ قلت: نعم، قال: هل عرفت ما دعا إليه وصنعه؟ قلت: نعم، قال هذا هو ما نريده، وكان في هذه الكلمات القليلة ما أغناني عن الكثير.. لفت نظري إلى هذا الرجل سمته البسيط، ومظهره العادي، وثقته التي لا حدَّ لها بنفسه، وإيمانه العجيب بفكرته... كنت أتوقع أن يجيء اليوم الذي يسيطر فيه هذا الرجل على الزعامة الشعبية، لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله.

كان الرجل عجيبًا في معاملة خصومه، لا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم إلى صفِّه، وكان يرى أن الصراع بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوَّة، وكان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحوِّلها إلى خصومة شخصية، ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه ومنافسيه، فقد أعلنت عليه الأحزاب حربًا عنيفةً.

كان حسن البنا الداعية الأول في الشرق الذي قدَّم للناس برنامجًا مدروسًا كاملاً، لم يفعل ذلك أحد قبله.. كان مذهبه السياسي أن يردَّ مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نُزعت منها، وبعد أن قيل: إن السياسة والأخلاق لا يجتمعان، وكان يريد أن يكذب قول تاليران: "إن اللغة لا تُستخدم إلا لإخفاء آرائنا الحقيقية"، فقد كان ينكر أن يضلل السياسي سامعيه أو أتباعه أو أمته، وكان يعمل على أن يسمو بالجماهير ورجل الشارع، فوق خداع السياسة، وتضليل رجال الأحزاب.

من أبرز أعمال هذا الرجل أنه جعل حب الوطن جزءًا من العاطفة الروحية، فأعلى قدر الوطن، وأعزَّ قيمة الحرية، وجعل ما بين الغني والفقير حقًّا وليس إحسانًا، وبين الرئيس والمرءوس صلةً وتعاونًا وليس سيادةً، وبين الحاكم والشعب مسئوليةً وليس تسلطًا، وتلك من توجيهات القرآن، غير أنه أعلنها هو على صورة جديدة لم تكن واضحةً من قبل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق